الرد على الاستشارة:
أخي السائل الكريم ، بداية أسأل الله تعالى أن يشفيك ويصلح حالك و ينور مستقبلك ، فأنت ما زلت شاب والعمر أمامك ، كل ما تحتاجه أن تجد من يفهمك
و يقدرك و يحتويك و يشعرك بالأمن و الانتماء ،
مشكلتك ليست جديدة فبعض الشباب الذين في سنك مروا بها ، وبقوة عزيمتهم و إيمانهم بالله تعالى و وجود الشخص المناسب الذي ساعدهم على تخطي هذه الأزمة، نجوا بسلام وعاشوا حياتهم بشكل طبيعي .
أنت قرأت كتب تنمية الذات بتعمق وتمارين التخيل العقلي ، ولعبت دور الصديق عند بعض الأشخاص ثم ابتعدت عنهم ثم انعزلت بغرفتك و تغير طبعك وقمت بتصرفات غير معهودة في المنزل و كأنك شخص آخر
و أهملت دراستك وتأثرت بالشخص الذي يدعي الألوهية و راودتك أفكار انتحارية ، إذن كل هذه مؤشرات تدل على إصابتك بأعراض : " الفصام البسيط ", يصاحبه أعراض اكتئابية وأفكار وسواسية .
أخي المستشير ؛ لا تخف ولا تقلق ، كثيرة هي الحالات التي عانت من هذا الاضطراب و شفيت تماما بعون الله ، خاصة إنك في بدايته ، لا تحاول أن تعالج نفسك وتعتقد إن قراءة كتب تنمية الذات هي وحدها من ستعالجك
و تخلصك من مشكلتك .
أنت تقول إنك ذهبت لدكتور نفسي ، و هذه خطوة جيدة والأجمل كذلك لو تتابع مع معالج نفسي أو أخصائي نفسي يعمل لك علاج نفسي سريري قائم على الجلسات النفسية ومبني على نظرية العلاج المعرفي السلوكي أو العلاج المركز حول العميل أو العلاج بالتحليل النفسي ، فيتزامن علاجك دوائيا من قبل الدكتور النفسي ،
و نفسيا من قبل المعالج أو الاخصائي النفسي ، ربما المسألة ستأخذ بعض الوقت ، لكن مع الصبر والتغلب على الصعوبات والتحديات التي تواجهك وقوة الإرادة والتوكل على الله وعمل الطاعات كالتقرب لله تعالى وقراءة القران الكريم والمداومة على الاستغفار والصدقات بنيه الشفاء ، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أسوة حسنة حيث قال : ( داووا مرضاكم بالصدقة ) ، ستتخلص من هذه المشكلة و تشرق حياتك من جديد بعون الله تعالى .