الرد على الاستشارة:
الحمد لله ، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله .
أشكر لك ثقتك في موقع المستشار، وبعد :
أحييك على صبرك وتحملك زوجك ( الذى أدعوا الله له بالهداية وحسن الخلق، فربما يحتاج هو إلى علاج نفسى من الغيرة المرضية ، والأفكار المغلوطة عنده ) .
ثم إن بحثك عن حلول لمشكلتك إنما هو دليل على قوة إيمانك، وقوة شخصيتك، وإن شاء الله سوف تتجاوزي هذه المحنة بسلام.
على أي حال لن أتكلم عن أسباب مشكلتك الأسرية ، ودعينا نركز في الأعراض التي تظهر عليك الآن، والتي ذكرتيها في رسالتك. ولكي تتخلصي من هذه الحالة يجب عليك الالتزام بالإرشادات الآتية :
1- تخلصي من حالة الشعور بالذنب التي تشعرين بها ، فالمشكلة عند زوجك وفى خيالاته .
2- تخلصى من الغضب الذى يتوجه داخلك ، ولا تجعلى له سبيلا . كيف ؟ بالوضوء والصلاة والذكر .
3- لا تستسلمى إلى الشعور بالعجز ، فهذا الشعور مؤلم وقاسى ويقلل من شخصيتك .
4- ضروري أن تخرجي من عزلتك بالتدريج ، وتعبيري عن انفعالاتك ومشكلتك لشخص مؤتمن وذو ثقة ودين ( أخ – أم – أخت…) .
5- اقنعى نفسك بأن تحملك لزوجك هو في طاعة الله تعالى، وابتغاء مرضاته، واجعلى نيتك خالصة لله ( عسى الله أن يهديه ويعيده إلى صوابه ) ، وفى الوقت نفسه تشعرين بأن لك هدف في الحياة، ومن أجل أبنائك أيضا ، وسوف تؤجري عليه في الآخرة.
6- طوري مصادر مختلفة لإسعاد أبنائك ( اصنعى أكلات جديدة ، حلويات ، حفلة بسيطة لتفوق أحد أبنائك، ونجاحه في المدرسة، اشتركى معهم وساعديهم في المذاكرة…. إلخ، كل هذه النشاطات سوف تشعرك بالكفاءة والجدارة، وتنسيك سوء معاملة زوجك) .
7- حاولى البحث عن مصادر متنوعة لإسعاد نفسك وشغل وقت الفراغ من خلال الحركة ( حركة الجسم بالصلاة و بالرياضة وحركة الأفكار بقراءة القران ، وبشغل وقت الفراغ جربى أن تقرئي الكتب الدينية ،اقرئي في السير الذاتية للعظماء ، ورائدات الأعمال ،
واكتبى سيرة ذاتية لنفسك، وأبرزى فيها أهم مهاراتك .
8- ناقشى الحزن مع أحد غيرك، وستجدى لا أحد يسلم من المشكلات … وهذه سنة الحياة ( ولقد خلقنا الإنسان في كبد ) والذكى ، والحكيم هو من يواجه المشكلات ويحلها .
9- كلمى نفسك، حدثيها ، تصالحى معها ، أحبيها ، فنفسك هي شخصيتك ، وعلى قدر اهتمامك ورعايتك بنفسك ، تكون سعادتك.
10- جربتي أن تكونى متفائله؟ ، ومستبشرة؟ وواثقة بالله في ألا يخزلك في محنتك؟ ( فهذا شعور عظيم … حاولى أن تعيشيه ….وقولى لا حول ولا قوة الا بالله ,,, يارب برحمتك أستغيث ). وتجنبى الرد الحاد على زوجك، ويكفى أن تقولى لنفسك ( والله المستعان على ما تصفون ) .
11- انتبهى إلى وساوس الشيطان ( مثل: الرغبة في كثرة العزلة –الرغبة في عدم مكالمة أحد – والأكل بمفردك - ….) فكل هذا إنذارات لتطور الاكتئاب..سيطرى على هذه الوساوس أولا بأول… ولا تستسلمى لها ، بل قاوميها.
12- احذرى أن تؤذى نفسك لأن النفس التى بين جنبيك هي أمانة من الله ، فلتحافظي عليها ، وتصونيها . ....والله يحفظك .