ابني يمطرنا بنيران مدفعيته !
266
الاستشارة:


السلام عليكم ..
لدي ولد في السنة ا لعاشرة من عمره ذكي و حنون و محبوب من الجميع . و لكن لديه مشكلة العصبية الشديدة و التي لا يفرق فيها بين كبير و صغير فهو يشتم و يسب بأقبح الألفاظ و قد تمتد يده فيضرب من أمامه .

و قد يأخذ قرارات هو يعلم انه سوف يندم عليها مثل عدم الذهاب لنزهة او رحلة بسبب وجود خصيمه فيها . انا احبه و أبوه كذلك و نغدق عليه بالحب و الحنان و نلبي له طلباته بحدود المعقول .

من المهم ان اذكر شيئا و هو ان و الده يملك نفس الصفة ( العصبية الزائدة ) و قد كان يمارسها على ابني المذكور و هو طفل و لكن بعد ولادة ابنتي الثانية خفت حدتها قليلا . فهل هي صفة وراثية ؟ و ان لم تكن فكيف اعالجها لأن مداها اصبح يتسع و لم اعد اعرف متى يمكن ان تنفجر قنبلته ؟ و مما زاد الطين بله انه و بسبب عصبيته و نفوره من جماعة اصدقائه بسبب وجود خصيمه بينهم اصبح يعتقد انه غير محبوب و غير مرغوب فيه بينهم ..!!!

المشكله ليست بينه و بين اصدقائه فقط .. بل و حتى اهلي و أقاربي لم يسلموا منها و لكني لا حطت شيئا انه لا ينفجر ابدا امام من يحترمه و لا يصرخ في وجهه مهما كان الموقف و كذلك ان هذه القنبلة لا تنفجر الا مع الناس اللذين يعرفهم جيدا فقط اي ان الأقارب البعيدين لا يمكن ابدا ان يتعرضوا لنيران مدفعيته ؟
ارشدوني ارجوكم مع العلم انه الولد الوحيد بين 3 بنات و هو الأكبر بينهم .

مشاركة الاستشارة
27, يوليه, 2018 ,03:13 مسائاً
الرد على الاستشارة:

أهلا بك أختنا الفاضلة أم فارس . إننا كآباء وأمهات لا نعي قضية خطيرة جدا جدا : أننا نربي أولادنا بتوجيههم نحو السلوكيات الصحيحة - من وجهة نظرنا - وبالطريقة التي نتوقع أنها صحيحة . أنا لا أقول إن هدفنا خاطئ في تربيتنا فنحن نهدف للوصول إلى الأفضل ، ولكن هل سنصل بالفعل ؟ الواقع أننا نتجه في طريق آخر ، لا نريده ولم نتوقعه ، ونقول في الأخير إننا فقدنا الهدف ، وفقدنا ابنائنا . ركزي معي أختي الفاضلة ، سأقول شئا مهما : ماذا تقولون أنت ووالد الولد له عندما تغضبون منه ؟ بالتأكيد تقولون له : أنت لا تفهم ، أنت عصبي ، أنت تقهر وتطفش ... أنت .. أنت .. أنت .. أنت ... تقولون الكثير . أليس كذلك ؟؟!!! إننا نزرع في أبنائنا السلوكيات التي لا نريدها عبر كلماتنا التي نطلقها نحوهم فتدخل عبر حاسة السمع فتستقر في دماغهم ليتبرمجوا عليها ثم نصرخ في الأخير : ماذا حصل لأبنائنا !!!! العلاج يبدأ بكم أختي .. ( أنت ووالده ) . قولا له كلمات رائعة مهما فعل . إذا أخطأ فامدحوا هويته وشخصيته وناقشوا سلوكه الخاطئ ؛ فمثلاً .. أخطأ على أحد من الكبار فتقولون له : فارس أنت طيب ونعرف أنك لا تحب أن تضايق أحدا ، وما فعلته اليوم لا يرضي الله ولا يرضيك والصحيح أن تفعل كذا وكذا . لاحظي أختي أنكم لم تكسروا هويته .. فهو الطيب الذي لا يحب مضايقة الناس ثم انطلقتم إلى مناقشة السلوك الخاطئ بأدب وروية . كرروا هذا الاسلوب ولفترة لا تقل عن شهر وبشكل متواصل . حتى لو لم يخطئ فعليكم بمدح هويته ،وبمناداته بأسماء عكس سلوكه الذي لا تحبونه . فمثلا تنادونه : بالطيب ... الحبوب ... وهكذا . وثانيا : علكيم بالقصص الرمزية التي تهدف لما ترغبونه في ولدكم ؛ كأن تحكون له ولإخوانه قصة الشاب الطيب الذي أنقذ القرية بطيبته وأخلاقه وليس بعصبيته وقوته الجبارة ، وقصة الأسد الطيب الذي أحبه شعبه وجميع الحيوانات ، وهكذا . أختنا الفاضلة والأم الصادقة : عليك بالفعل ولا تتريثي حتى يكبر الولد ويقسو عوده ثم يكون من الصعوبة تغييره . وتقبلي تحياتي .

مقال المشرف

الوطن هو الأب الثاني لكل إنسان

الوطن هو الأب الثاني لكل إنسان، هو أمه الأخرى التي ربته ورعته وحرسته بالرجاء والأمل، هو السياج الآمن ....

شاركنا الرأي

للتنمر آثار سلبية على صحة الطفل وسلامه النفسي والعاطفي. نسعد بمشاركتنا رأيك حول هذا الموضوع المهم.

استطلاع رأي

رأيك يهمنا: أيهما تفضل الإستشارة المكتوبة أم الهاتفية ؟

المراسلات