الاستشارة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
جزاكم الله خيرا وبارك في جهودكم ، أبارك لكم هذا العمل الرائع و اسأل الله ألا يحرمكم الأجر ..
استشارتي تتعلق بمدى الانسجام مع الناس على مختلف المستويات ، فأنا فتاة مستقيمة ناجحة على المستوى العلمي والعملي ولله الحمد . أحب الخير وأتمنى أن أكون من أهله ، اجتماعية ومتفاعلة ومبادرة في المجتمعات التي تتسم بالصلاح والحرص على الحق ، ولي فيها أنشطة عديدة وأدوار فعالة ، ولكنني في المجتمع الأسري الذي يكثر فيه الغفلة أعجز عن أداء رسالتي وأختلق لنفسي أعذارا واهية حتى لا أذهب للقاءات الأسرية ، أو اذهب ولا أؤدي الدور الذي أؤمن به وأعي مدى أهميته ، مع حرصي على صلتهم في المناسبات ، وحبهم لي لأني حريصة على قضاء حوائجهم .
ولكن الذي أتعجب له أن شخصيتي معهم تختلف تماما ، فأنا دوما صامتة وأشعر بضيق شديد ، و أعجز عن طرح ما لدي رغم أنني أعلم أني سأجد من يسمعني ولو من باب المجاملة ، ورغم أنني أحيانا أعد لهذا اللقاء مادة أطرحها ولكنني لا أستطيع إلقاءها .
في بادئ الأمر حاولت أن أجبر نفسي على الذهاب ، والمشاركة ولو بكلمة نافعة ، لكني أرى أن الوضع يزداد سوءا والفجوة تزداد عمقا ، أشعر بأن ثقتي بنفسي تتضاءل بينهم لأن مقاييسهم تختلف تماما عن مقاييسي ، فأنا اهتماماتي علمية وفكرية ، وهم لا يهمهم أمر سوى الشكل الظاهري اللبس المكياج الشعر وغيرها ، أحرص أن أظهر بمظهر لائق أنيق لكنني سمينة فهذه مشكلتهم التي دائما يطرحونها رغم أنهم يرون أني أبذل في هذا الموضوع جهدي لأسباب أراها أهم من الشكل .
كيف أزيل هذا الحاجز ، قد تكون السمنة سببا لكنها ليست السبب الأهم . أرجو أن تعينوني على كسر هذا الحاجز من الجمود فهؤلاء أهلي ومحبتي لهم لا أشك فيها أبدا . ويؤلمني ألما شديدا تقصيري في حقهم . كما أود ان أبين أن هذه الحالة تعتريني في كل مجتمع تزداد فيه الغفلة .
وجزاكم الله خيرا .