حائرة بين والديّ .
408
الاستشارة:

أنا شابة في العشرينات من عمري ومشكلتي أن والدي تطلقا منذ عدة سنوات ، فعشت مع والدي وإخوتي ، والآن تريد والدتي أن ترفع قضية حضانة لكي نعيش معها ، وأنا لا أريد أن أقف أمام والدي في المحكمة ، فما الحل ؟

مشاركة الاستشارة
27, يوليه, 2018 ,03:13 مسائاً
الرد على الاستشارة:

أقول مستعيناً بالله تعالى : الحل عندي - والله أعلم - يتبين بالنقاط التالية : أولاً : عليك الاستعانة بالله تعالى . فاشكي أمرك لله القادرعلى أن يصلح لك شأنك كله بطرفة عين أو أقل من ذلك . قال تعالى في كتابه العزيز : ( وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلا عَلَى الْخَاشِعِينَ )( البقرة:45 ) . ثانياً : التحلي بالصبر و الدعاء . قال جل جلاله مبيناً أهمية الصبر والدعاء لتخطي الأزمات التي قد نمر بها في حياتنا ، وكأن الأمر عبارة عن مسألة حسابية على النحو التالي : إيمان + صبر + دعاء = فلاح بفضل الله تعالى . قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) ( البقرة:153) . وعن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ، فأكثروا الدعاء ). وعن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( الدعاء لا يرد بين الأذان و الإقامة) . " رواه أحمد و الترمذي وصححه الشيخ ناصر الدين الألباني " . فتوكلي على الله حق التوكل ، وسيكون الله تعالى معك - إن شاء - و سيخرجك من هذه الأزمة العاصفة إذا كنت من الصابرات الصادقات القانتات المستغفرات بالأسحار . قال تعالى : ( الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأسْحَارِ) (آل عمران:17) . وعن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أردفه خلفه ، فقال : ( يا فتى ألا أهب لك ، ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده أمامك ، وإذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أنه قد جف القلم بما هو كائن . واعلم بأن الخلائق لو أرادوك بشيء لم يردك الله به لم يقدروا عليه واعلم أن النصر مع الصبر و أن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا ) . " الجامع الصغير ( 315 ) وقال الشيخ ناصر الدين الألباني : حديث صحيح ". ثالثاً : الاستعانة بأهل العلم والصلاح : الاستعانة بأحد من أفراد العائلة الكريمة ، على أن يكون من أهل الخير و الصلاح لإصلاح ذات البين . وحل هذه المسألة بالتراضي دون الحاجة إلى المحاكم و أمثالها ، فهذه الحلول بشكل غالب لا تأتي بخير .قال تعالى : ( وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) (الأنفال:46) . وإن لم تجدي ضالتك عند أحـد مـن أفراد العائلة ، فاستعيني بأحـد العلماء أو طلاب العلم الورعين . و احرصي على بيان حبك وودك لأبويك ، وأنك لا تريدين أن تصل الخلافات بينهما إلى المحاكم ، وخصوصاً أن الخلاف يمكن أن يحل بشكل ودي دون أن تخسري أبويك أو أحدهما . وأخيراً أنقل لك قول ابن قدامة - عليه رحمة الله تعالى - ، ففيه كلام بليغ ، لربما يضع النقاط على الحروف و تجدي فيه ضالتك : ( و لنا أن الغرض بالحضانة الحظ ، و الحظ للجارية ( أي الفتاة ) بعد السبع في الكون عند أبيها ، لأنها تحتاج إلى حفظ . والأب أحق بذلك ، فإن الأم تحتاج إلى من يحفظها ويصونها ، ولأنها إذا بلغت السبع قاربت الصلاحية للتزويج ، وقد تزوج النبي - صلى الله عليه وسلم - عائشة وهي بنت سبع . وإنما تخطب الجارية من أبيها لأنه وليها و المالك لتزويجها وهو أعلم بالكفاءة وأقدر على البحث فينبغي أن يقدم على غيره ... ) . وأختم قولي بقول الله تعالى : ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَ لَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَ الضَّرَّاءُ وَ زُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ) ( البقرة : 214) .

مقال المشرف

أهمية بناء الأسرة

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فل ....

شاركنا الرأي

ما رأيك في منصة المستشار بشكلها الجديد؟

استطلاع رأي

هل تؤيد الاستشارات المدفوعة ( بمقابل مالي )؟

المراسلات