قرارك هو اختيارك
23

نحن جميعا علينا أن نتخذ قراراً ما، فذلك إما يصيبك بالرضا، وتشعر بنتائجه الصائبة، أو في المقابل تشعر بالأسى والندم، وتتمنى أن ذلك لم يحدث. تلك هي عملية مستمرة في حياتنا، لكن ماذا عملنا لفهمها؟ وماذا علينا عمله لتثقيف أنفسنا بخياراتنا؟ اتخاذ القرار يعتبر عملية معقدة تتطلب منا التفكير المنطقي والعاطفي معًا، وهو جزء مهم في حياتنا اليومية الشخصية منها والعملية، وهي تبدأ من أسهل الأمور إلى أعقدها وأعصاها. الكثير من تلك القرارات قد تؤثر في حياتنا إما بالسلب أو بالإيجاب.

وقد يكون لها مسببات قد تتخذ عند الحاجة خصوصا عند القدوم إلى حل مشكلة ما قد تواجهنا وهو يمكن أن يكون تحدياً بعينه أو عقبة حاصله، وهذا بالفعل يحتاج إلى التصدي لذلك باتخاذ قرار للتعامل معها، أو أحيانا تكون رغبة ملحة تتطلب تحقيق هدف بذاته سواء شخصياً أو مهنياً تدفع لتحقيقه، أو ربما أيضا يحدث تغيرات في ظروف معينة في العمل أو العلاقات أو الصحة.

لكل هذا، لاتخاذ القرار كيفية وأهمها تحديد الهدف، ليتم معرفة ماذا تريد تحقيقه أنت، ولن يتم ذلك إلا من خلال جمع المعلومات اللازمة الكافية، والتي تتعلق بذلك، مثل المزايا والعيوب، لاحظ هنا أي نقص في المعلومة أو المعرفة قد يؤدي إلى قرار خاطئ، وبالتالي تحليلك لهذه المعلومات ودراسة البدائل المتاحة لها والعمل على اختيار الأكثر ملاءمة منها، مع التنبؤ وتقييم كل هذه الأفكار والعواقب المترتبة القادمة لكل خيار، وبناءً على تلك التحاليل يسهل تنفيذ القرار ومراقبة نتائجه وتصحيح أي أخطاء ينتج عنه، بالرغم أن هناك عوامل قد تؤثر في اتخاذ قرارك، منها الوعي بقيمك وأهدافك الشخصية، كذلك التجارب السابقة، أو اختيار الوقت المناسب، أو تأثير الأصدقاء أو العائلة، أو البيئة المحيطة مثل، الحالة الاقتصادية، أو الضغوط النفسية والتي تسبب القلق أو التوتر، وتعيق التفكير السليم. وفي بعض من القرارات قد يُتَأَثَّر من التردد والخوف من الفشل. هنا يجب علينا أن نحدد الأولويات، وما هو الأكثر أهمية لك في هذه اللحظة؟ وأن لا تتردد باستشارة الآخرين خصوصاً، وتلجأ إلى طلب النصيحة من الأشخاص، بل دائما الجأ لمن تثق بهم وبمعرفتهم وبحنكتهم وبسلامة تصرفهم، خصوصا في القرارات المتوجب اتخاذها سواء نتائج قصيرة أو طويلة المدى، قبل هذا وذاك ثقتك بنفسك، وشجاعتك على التعامل مع هذه النتائج وقدرتك على تحملها، سواء كان القرار صحيحًا أم لا.

خلاصة القول، اتخاذ القرار مهارة تُطور بالممارسة.

----------------------------------
بقلم د. أحمد الكويتي
تقييم اللقاء
مشاركة اللقاء
تعليقات حول الموضوع

مقال المشرف

«الطلاق».. والأبعاد الخفية

«ولولا أنَّ الحاجة داعيةٌ إلى الطلاق لكان الدليل يقتضي تحريمه كما دلَّت عليه الآثار والأصول، ولكنّ ....

شاركنا الرأي

للتنمر آثار سلبية على صحة الطفل وسلامه النفسي والعاطفي. نسعد بمشاركتنا رأيك حول هذا الموضوع المهم.

استطلاع رأي

رأيك يهمنا: أيهما تفضل الإستشارة المكتوبة أم الهاتفية ؟

المراسلات