" قد تكون مصدر إلهام لقلوب من حولك؛ بصَدَقة تُفرح، أو ببرٍ يُسعد، أو حتى بكلمة لطيفة تُضيء يوم إنسان! قد تظن للوهلة الأولى أن ذلك نتيجة لصفاء روحك وجمال أخلاقك، وهذا صحيح. لكن الحقيقة أن كل ذلك هو فضل الله تعالى ورحمته التي تُحيط بك ". - فؤاد الحمد

في عالم مليء بالتحديات، يُعتبر العطاء والإلهام من أجمل الهدايا التي يمكن أن نقدمها للآخرين. قد تتجلى هذه القوة في أبسط الأفعال، ككلمة طيبة أو ابتسامة، حيث يمكن أن تُضيء يوم شخص آخر وتجعله يشعر بأنه ليس وحده في معركته.

تتجلى أهمية العطاء في قصة "أحمد"، الذي كان يعيش في حي شعبي. كان أحمد رجلًا بسيطًا، يعمل في متجر صغير، لكنه كان يحمل قلبًا كبيرًا. كل يوم، كان يخصص جزءًا من راتبه لمساعدة المحتاجين في منطقته. سواء بتقديم الطعام للأطفال الجائعين أو بمساعدة الأسر الفقيرة، كان أحمد يؤمن بأن لكل فعل إيجابي تأثيره.

ذات يوم، بينما كان أحمد يسير في الشارع، لاحظ امرأة مسنّة تجلس على الرصيف، تبدو حزينة. اقترب منها وسألها عن حالها. أخبرته أنها فقدت زوجها مؤخرًا، وأن الحياة أصبحت صعبة عليها. بدلاً من أن يكتفي بالاستماع، عرض عليها مساعدتها في شراء احتياجاتها. كانت تلك اللفتة بسيطة، لكنها أحدثت فرقًا كبيرًا في حياتها.

تذكر تلك المرأة، بعد فترة، كيف أن أحمد كان سبباً في إعادتها إلى الحياة. ومع مرور الوقت، بدأت تشارك قصتها مع الآخرين، مما ألهم العديد من سكان الحي للقيام بأعمال خيرية صغيرة. هكذا، تزايدت حلقات العطاء، وتحولت إلى حركة إيجابية في المجتمع.

لكن علينا أن نتذكر أن كل ما نقوم به هو من فضل الله ورحمته. هو الذي يوفقنا للقيام بهذه الأعمال، ويمنحنا القدرة على إدخال السعادة إلى قلوب الآخرين. إن وعي الإنسان بدور الله في حياته يزيد من شعوره بالامتنان ويعزز من قيمة العطاء.

لنحرص على أن نكون مصدر إلهام لمن حولنا، ولنجعل من حياتنا رحلة مليئة بالحب والعطاء. فكل فعل صغير يمكن أن يحدث تأثيرًا كبيرًا، ويُظهر جمال الروح الإنسانية في أبهى صورها. العطاء لا يُعتبر مجرد واجب اجتماعي، بل هو الطريق نحو سعادة دائمة، وكما رأينا في قصة أحمد، فإنه يمكن أن يغير مجرى الحياة بأكملها.