ببساطة أشهر الكرت الأحمر.... لكن لمن
178

في ملاعب كرة القدم عندما يقوم اللاعب بارتكاب سلوك مشين وعدائي تجاه لاعب فريق الخصم يعاقب بالطرد المباشر بالكرت الأحمر، كما أن هناك مخالفات في حال تكرارها ينال عيلها اللاعب كرت أًصفر في المرة الأولى ثم أصفر في الثانية؛ وعلى أثر ذلك ينال الكرت الأحمر كعقوبة طرد لتكرار تلك السلوكيات العنيفة، وما هذه العقوبات إلا كي يستمر اللعب دون سلوكيات عنيفة ومؤذية للاعبين، فالهدف من ذلك هو التمتع بلعبة كرة القدم، تسألني الآن ما علاقة هذا بالأسرة والمشكلات الأسرية؟

أقول لك يتمثل هذا في كثير من شؤون حياتنا الأسرية، فلو طلبت لك منك إشهار ذلك الكرت الأحمر باستثناء أفراد أسرتك فمن تختار ولماذا؟ ولكن تمهل ولا تفكر في البعيد فقد يكون من يستحقه هو أقرب القريبين إليك ومصداق ذلك هو حديث الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه عندما قال: ليس منَّا مَنْ خبَّبَ امرأَةً على زوْجِها، أو عبدًا على سيِّدِهِ.

هل لاحظت معي "ليس منا" ولم يحدد من هو فقد يكون أحد والديكما، أو أخوتكما، أو أصدقائكما، أو وسائل التواصل الاجتماعي ومشاهيرها-إلا من رحم ربي منهم-، فلا تتوقع أن من يستحق ذلك الطرد هو بعيد عنك، فربما يكون قريب منك ومن هنا تكمن خطورة هذا الشأن، لذا وجب على الزوجين إشهار الكرت الأحمر وطرد كل من يفسد عليهما صفو الحياة الزوجية، كما نقصد بالطرد ليس بالكلية إنما فقط إبعاده عن دائرة العلاقة الأسرية والتدخل بها، وليس من دائرة حياتك كلها، لهذا من المهم الاتفاق على وضع الحدود بحيث لا تسمح بتدخل أي من كان حتى وإن كانت نيته حسنة؛ لإنه يفتقد مهنية التشخيص والعلاج، ولا يتدخل بينكما إلا أثنين الأول: الأخصائي والمعالج الأسري، والثاني الشخص الذي يتقي الله ويخافه ويقول الحق ويصوب الخطأ ويردع الظالم وينتصر للمظلوم حينها فقط يتدخل، وإن كان يفتقر لمهارة علاج المشكلات لكن على الأقل استطاع إيقاف تجذر المشكلة حتى يسهل حلها، وهذا بعكس القريب الذي يتدخل-ولو بنية حسنة- ولكنه ربما لا يستطيع التحكم بمشاعره فيميل لطرف على الآخر، كما أن العديد من النتائج ستظهر بسبب تدخله بطريقة خاطئة؛ ومنها ما يبقى خافياً في الصدور أو إفشاء السر، إلخ.....

لذا وضع الحدود وإشهار الكرت الأحمر مطلب هام لبقاء العلاقة الزوجية في أمان واستقرار، كما أن الاتفاق على مبادئ التصالح بين الزوجين من البداية في حال الخلاف يسهل على الزوجين وضع تلك الحدود ولا يسمح باستمرار المشكلة وتفشيها.

--------------------------------------------
كتبه المستشار الأسري:
أحمد بن عبدالله العمودي
تقييم اللقاء
مشاركة اللقاء
تعليقات حول الموضوع

مقال المشرف

كبار السن

الحمد لله الذي أنزل الكتاب بالحق، ولم يجعل له عوجًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة ....

شاركنا الرأي

للتنمر آثار سلبية على صحة الطفل وسلامه النفسي والعاطفي. نسعد بمشاركتنا رأيك حول هذا الموضوع المهم.

استطلاع رأي

هل تؤيد تحويل منصة المستشار إلى تطبيق على الجوال؟

المراسلات