الأفكار هي عبارة عن صور ذهنية تتكون في العقل نتيجة الإدراك أو الفهم أو النشاط العقلي وقد ينتج عنها مجموعة من، الحلول فقد تكون الأفكار حلولاً لمشكلات أو اقتراحات مبتكرة أو تحليلات لأحداث واقعية. وغالباً هي عمل يقوم به العقل في أمر معين للوصول إلى مجهول.. وتختلف الفكرة عن الصورة الحسية التي تأتي من العالم الخارجي، حيث تكون الفكرة عامة ومجردة بينما الصورة الحسية تكون جزئية ومحددة كإنعكاس لما يشاهده المرأ ليس أكثر.. ولكن في النتيجة النهائية ليس كل ما يتكون في الدماغ من أفكار أمر جيد أو يمكن الاستفادة منه فهي تندرج نحو ذات القاعدة للمفيد أو الفائض عن الحاجة.

كلمة «ديتوكس» هي اختصار معناه «حمية إزالة السموم» من خلال نظام غذائي قاسي يعمد لتطهير الجسم من الأطعمة المصنعة والكافيين وغيرها من أجلِ تحسين صحته وشكله، وكما أن صحة الجسد مهمة لتطهيرها وتنظيفها من خلالِ هذا النظام كذلك صحة العقل وهو الجسد الذي يحمل مئات الأفكار كُل يوم لا بد من ممارسة الديتوكس من أجلِ تطهيره والحفاظ على صحته، على غرار ديتوكس الجسم لتخليصه من السموم، ولكن ما لذي يعنيه نظام ديتوكس الأفكار؟

يبدأ الإرهاق الذهني الفعلي في حالِ أثقلنا كاهل عقولنا بالتفكير بالهموم والواجبات المطلوبة، إذ تسيطر مئات المهام اليومية على انتباهنا طوال اليوم، رسائل البريد إلكتروني التي لا حصر لها، الكثير من المواعيد والقرارات، وتحضير الوجبات، ومهام العمل أو الدراسة، موجزات وسائل التواصل الاجتماعي، والقائمة تطول وتطول، وصفاء الذهن مطلب غاية في الأهمية لتنشيط الذات وإنجاز كُل المهام على أكمل وجه، يأتي هُنا دور ديتوكس الأفكار والذي يعني تنقية الذهن وتصفيته من الأفكار السلبية التي تنتابه كالقلق والأفكار السوداوية ، تلكَ الأفكار التي تبث الغضب في النفس، وتدعو الذات لارتداء رداء الحزن بسببها، فتصدر التصرفات الفوضوية رغم أنف الجسد، ولا يُمكن الخروج من هذهِ الحالة إلا بعد ترتيب فوضى الأفكار والمشاعر السلبية.

ولكن في المقابل لا أريد أن أجمل أمر ديتوكس الأفكار وأجعلهُ يبدو وكأنهُ أمراً في غايةً السهولة، ولكن ثمة طرق قد تخفف من هذا الثقل، ووطأة فوضى الأفكار، ومن تلك الطرق وأشهرها هي التدوين اليومي الذي يسهم كثيراً في تفريغ في ممارسة اليقظة الذهنية من خلال تحديد أولويات المهام من المهم حتى الأهم ليصبح إنجازها سهلاً ومرتباً في نفس الوقت، كذلك التركيز في كُل المواقف التي تحدث لنا على الحلول وليس على المشكلة بحد ذاتها وتضخيمها دون تبني حل لها، أيضاً لا بد من تحديد مصدر السموم الفكرية الأساسي مثل الأخبار المزعجة أو المحتوى السلبي الذي نراه عبر الانترنت، أو بعض الأشخاص السلبيين، كُل هذهِ الأشياء تسهم في سمية الأفكار وتشتتها، لذا فإن دور المحيط الذي يحيط بنا هو أمر غاية في الأهمية إذ لا بد من التواجد ضمن دائرة الأشخاص الإيجابية التي تمنح أفكارها الإيجابية وأخبارها المتفائلة منظوراً آخر لأفكار العقل وصحته.

ومضة:
أحط نفسك بالأشخاص الإيجابيين والمتحمسين لترك تأثير إيجابي في ذاتك وأفكارك.

--------------------------------
بقلم أروى المزاحم