طرق عصرية لجعل الطفل اجتماعياً
84
تنشئة طفل اجتماعي قضية تتجدد، وسؤال يُطرح مرات بعقول الآباء الذين يتمنون كل الخير والسعادة والأمان النفسي والاجتماعي لأطفالهم صغاراً وكباراً؛ إذ يُلاحظ أن هناك أطفالاً يتَّصِفون بعدم القدرة على التواصل مع الآخرين بالكلام أو اللعب؛ نظراً لأسلوب التربية من جانب، أو لما يتسمون به من خجل من جانب ثان؛ حيث لا يستطيعون البقاء في مكان دون وجود والديهم، يخجلون من الغرباء ولا يقتربون منهم؛ ما يشكل في النهاية عقبة وحاجزاً نفسياً واجتماعياً في حياة الطفل، عكس الطفل الاجتماعي القادر على البقاء وحده، والاقتراب من أشخاص غير معروفين لديه.

لذا؛ فمن المهم مساعدة هذا الطفل على التخلص من صفات الخجل وسلبية التعامل مع الآخرين، ومحاولة التخفيف من أثرها، باتباع الآباء بعض الطرق العصرية التي تناسب عمر الطفل، والمرحلة التي يمر بها. اللقاء وأستاذ العلاقات الاجتماعية وتعديل السلوك الدكتور وهدان أحمد العارف لشرح قوانين وقواعد عصرية لصنع طفل اجتماعي.

خطوات لمساعدة الطفل على تكوين الصداقات
اللعب من أفضل الطرق التي تساعد على تنمية هذه المهارات، مثل اللعب معاً بقطع المكعبات أو ركل كرة كلٌّ بدوره، مع تعليم الطفل أن هناك طرفاً آخر مشتركاً في اللعبة وأن عليه التواصل معه.
يمكن للآباء مساعدة أطفالهم على تقبُّل الأطفال الآخرين واللعب معهم؛ بمناقشة الطفل في الألعاب التي يسمح للأطفال الآخرين بالتشارك معه في لعبها، وعلى الوالدين معرفة أنه لن يسمح للآخرين باللعب بألعابه لمدة طويلة، ويُمكن إحضار لعبة جديدة كالمعجون، بهدف اللعب مع الآخر.
تعليم الطفل مجموعة من الألعاب الجماعية المناسبة له، التي تحقق هذا الهدف في الوقت نفسه، وتساعد على اكتشاف اهتمامات الطفل وميوله، وتطوير قدرته على الانضباط الذاتي والتحكم بمشاعره.

تنمية الجوانب العاطفية والانفعالية للطفل من 1-3 سنوات:
من المهم تنمية المهارات الاجتماعية لدى الأطفال، خصوصاً الخجولين منهم، بمساعدتهم على التعبير عن أنفسهم، وتوفير الفرص لإجراء محادثات مع غيرهم من الأطفال.
عدم إجبار الطفل على الذهاب لشخص لا يعرفه بشكلٍ مفاجئ، بل يكون ذلك بشكلٍ تدريجي؛ لذا من الممكن مساعدته بأن يحضِر الشخص لعبة معه ليجذب انتباه الطفل لها فيذهب إليه.
إدراك الوالدين بأنهما قُدوة للطفل؛ لذا يجب التزامهما بسلوكيات اجتماعية حتى يتعلمها الطفل منهما، وجود الوالدين عند تعرُّض الطفل لموقف مُعين لا يستطع فيه إخفاء خجله، وذلك لتشجيعه على تجاوز الموقف.
يستطيع الوالدان الاستفادة من كتب الأطفال من أجل تطوير مهارات أبنائهم الاجتماعية، بالاطلاع عليها واختيار المواضيع التي تناسب هدفهم في تطوير مهاراتهم الاجتماعية؛ كمواضيع التعاون، والصداقة، والمشاركة.

الانتباه لمشاعر الأطفال ومتابعتها ومحاولة السيطرة عليها:
وذلك بهدف توجيهها بالشكل الصحيح، ويكون ذلك بتشجيع الطفل على التعبير عن مشاعره وكل ما بداخله بوضوح ودون خوف.
ممارسة ألعاب جماعية مع الطفل، خصوصاً الألعاب التي تُعلمه المناقشة والحوار، مع وضع وقت معين للعب الجماعي وتقيُّد الجميع به.
الطفل المحبوب من قِبل والديه لديه قدرة أكبر على التعبير عن مشاعره، ومشاركة الآخرين هذه المشاعر.
مُتابعة الحياة الاجتماعية للطفل:

على الوالدين متابعة الأنشطة والممارسات الاجتماعية لطفلهم، ويكون ذلك بالإشراف عليه وعلى أنشطته دون التدخُّل المباشر في اختياراته.
مساعدته على اختيار الأصدقاء المناسبين له، كما أنه من المهم تدخلهما في حالة ممارسة الطفل لسلوك اجتماعي سيئ؛ حتى لا يتطور هذا السلوك.

تدريب الطفل على ضبط عواطفه:
ولتحقيق ذلك ينبغي للوالدين السيطرة على عواطفهم عند صدور فعل سيئ من الطفل، وعدم الصراخ عليه أو شتمه بعباراتٍ مُهينة؛ ما يؤثر في قدرته على ضبط عواطفه، واتباع إستراتيجيات مناسبة؛ لتساعد الطفل على تكوين صداقاتٍ متعددة.
مساعدة الطفل على فهم تعبيرات الوجه:

يُمكن للطفل فهم تعبيرات الوجه وعلى ماذا تدل؛ ما يساعده على تطوير علاقاته الاجتماعية.
من المهم تنمية الجانب العاطفي للطفل سواءً الشخصي أو عواطفه تجاه الآخرين، كالوالدين أو المشرفين عليه، وهذا لن يتم دون مُساعدة الآخرين.
تنمية مهارات التواصل اللفظي وغير اللفظي:

يكون ذلك من خلال إشراكه بالحوار والنقاشات العائلية، كما يُمكن إجراء نقاشات وحوارات معه.

مساعدة الطفل على التغلب على خجله:
من المهم مساعدة الطفل على التغلب على الخجل خلال مرحلة المدرسة من خلال وضع أوقات محددة للعب سواءً في البيت أو مع الأصدقاء في منازلهم وتوثيق هذه المواعيد، ومن الجيد الذهاب معه أول مرة.
مساعدة الطفل على كيفية شرح المواضيع بثقة؛ وتدريبه على مهارات الإلقاء والعرض أمام الآخرين، بجانب تشجيع الطفل على المشاركة في الأنشطة اللامنهجية في المدرسة؛ كالمسابقات الرياضية ونشاط الكشافة.
تدريب الطفل على احترام الآخرين في أثناء كلامهم وعدم مقاطعتهم، خصوصاً بالاجتماعات العائلية، مع تجنُّب مُقارنة الطفل مع الآخرين والتشجيع المستمر للطفل من أجل زيادة ثقته بنفسه واحترامه لذاته.

المراحل الطبيعية لتطور الطفل اجتماعياً حسب العمر
الأطفال بين 3 و4 سنوات يستطيعون التواصل اللفظي

الأطفال بين سنتين وثلاث سنوات: يستطيع الأطفال ضمن هذا العمر التواصل اللفظي من خلال بعض الألفاظ، والتواصل الجسدي كالعِناق، لديهم القدرة على جذب الانتباه بحركاتهم وألفاظهم التي يتواصلون بها مع الآخرين، ويكونون قادرين على تحديد دورهم في الحديث.
الأطفال بين ثلاث وأربع السنوات: يستطيع الأطفال في هذا العمر التواصل اللفظي، ويكونون قادرين على ممارسة الألعاب التي تعتمد على تبادل الأدوار، كما يكونون قادرين على التفاعل مع الدُّمى والألعاب المحشوة والتعامل معها كأنها أصدقاء.
الأطفال بين أربع وخمس سنوات: يبدأ الأطفال في هذا العمر بتمثيل المسرحيات الخيالية وتخيل أنفسهم الأب أو الأم وممارستها مع الأطفال الآخرين، ولديهم القدرة على التعاون والتواصل مع الغير، كما يكونون قادرين على الطلب بشكلٍ مباشر من الآخرين بعمل شيء ما.
الأطفال بين خمس وست سنوات: يبدأ الأطفال في الاعتذار عند صدور خطأ ما منهم، ويكونون قادرين على تمييز الألفاظ السيئة، ويستطيعون ممارسات الألعاب التنافسية وتمييز الطرق السليمة في اللعب عن الطرق غير السليمة وتعرف معنى الروح الرياضية.
الأطفال بين ست وسبع سنوات: يبدأ الأطفال في هذا العمر استخدام الإيماءات في أثناء التفاعل مع الآخرين وتكون لديهم القدرة على التعاون والمشاركة معهم، ويكونون على قدرة بتحمل نتائج أعمالهم؛ فهم في هذا العمر أقل عرضة لإلقاء اللوم على غيرهم
قادرون على إجراء محادثات مع الآخرين والاستماع لهم، وفي هذا العمر يقدرون على إظهار مشاعرهم بصورة أكبر، لكنهم يبقون غير قادرين على التميز بين الصحيح والخطأ بشكلٍ كامل؛ فقد يتخذون مواقف غير صحيحة لذا من المهم متابعتهم باستمرار.
تقييم اللقاء
مشاركة اللقاء
تعليقات حول الموضوع

مقال المشرف

«الطلاق».. والأبعاد الخفية

«ولولا أنَّ الحاجة داعيةٌ إلى الطلاق لكان الدليل يقتضي تحريمه كما دلَّت عليه الآثار والأصول، ولكنّ ....

شاركنا الرأي

للتنمر آثار سلبية على صحة الطفل وسلامه النفسي والعاطفي. نسعد بمشاركتنا رأيك حول هذا الموضوع المهم.

استطلاع رأي

رأيك يهمنا: أيهما تفضل الإستشارة المكتوبة أم الهاتفية ؟

المراسلات