هدم كيان الأسرة
22
الأسرة هي كيان المجتمع الأساسي، وأساس استقراره، وقد وضع لها ديننا الإسلامي قواعد وأنظمة وتوجيهات مهمة من بداية تكوينها، ليحفظها في دورها الأساسي في تربية النشء، وتحقيق الأمان النفسي والاجتماعي للزوجين وأبنائهما.

وأي هزة لهذا النظام الأسري سينعكس أثرها بلا شك على أفراد هذه الأسرة ومن ثم المجتمع ككل، والغمز واللمز الذي نسمعه بين الحين والآخر على دور هذه الأسرة والواجبات والمسؤوليات بين الزوجين اللذين هما قوام هذه الأسرة يؤثر سلبًا على مفهوم الحياة الزوجية وعلى الأدوار التي يقوم بها أحد أو كلا الزوجين لتكوين الأسرة التي ننشدها، والتي ستكون أساسا لمجتمعنا الذي نريد، وقد بدأ للأسف بعض المشاهير ممن مكّنت لهم وسائل التواصل الاجتماعي التحدث لمتابعيهم دون حسيب أو رقيب، يغمزون ويلمزون في دور الأسرة، ويحاولون فرض قناعاتهم وآرائهم الشخصية على جمهور متابعيهم، وللأسف المجتمع لا يردع مثل هذه السلوكيات، بل إن الكثير يقف موقف المتفرج على مثل هذه الأطروحات التي تهدم الأسرة دون أن يكون لهم تدخّل في رأي أو حتى في تعليق.

وقد كتبت سابقًا أن الإيجابيين لا يتحدثون، بل إن الكثير يرى أن هناك مَن يتولى أمرهم من أجهزة الدولة، فلماذا نتدخل، لكن الواقع يختلف، فلو أننا أوقفنا متابعتهم لتغيّر كثير من الأمور، لكن للأسف الكثير يساهم في الترويج لهم وزيادة شهرتهم، ولعل استقطاب مثل هؤلاء في القنوات التليفزيونية الرسمية أو حتى غير الرسمية أحد أهم أسباب زيادة انتشارهم، فتخصيص الأوقات والبرامج لهم أمر يدعو للحيرة، فهل قنواتنا الإعلامية بدأت تعاني حتى تبحث عن جماهيرية مثل هؤلاء لكي تستقطب أكبر عدد من المشاهدين.

إن ترك هذا العبث دون محاسبة يدفع الكثير من العابثين إلى التمادي في غيهم ونشر سمومهم بين فئات المجتمع المختلفة، وهو ما يجعلنا نحث الأجهزة المعنية على ممارسة أدوارها المتوقعة لحماية كيان الأسرة والمجتمع.

---------------------------------
بقلم أ. فيصل الظفيري
المصدر : صحيفة اليوم (السعودي)
تقييم اللقاء
مشاركة اللقاء
تعليقات حول الموضوع

مقال المشرف

وقد حميَ الوطيس.. فأين تحرس؟

الاستقرار أساس الإبداع، ومنطلق التنمية، وخيمة الأمان الضافية، بدونه تصبح الحياة لا حياة.. بل هو أكبر ....

شاركنا الرأي

ما رأيك في منصة المستشار بشكلها الجديد؟

استطلاع رأي

هل تؤيد الاستشارات المدفوعة ( بمقابل مالي )؟

المراسلات