من مبدأ ان الاطفال هم اغلى وأثمن مافي الوجود بالنسبه لذويهم ومن منطلق العمل على تربيتهم وفق ظروف افضل من التي عاشها الأهل ودوافع اخرى متعدده قد يلجأ اليها بعض الاباء الى المبالغه في تدليل اطفالهم وتسخير جميع مقدراتهم وإمكانياتهم لتوفير ما يتحقق بناءً على رغباتهم وأهدافهم وفي الحقيقه ان هذه المسأله بديهية وواجبه على الوالدين تجاه ابنهم ولكن عندما يتجاوز المسافات والحدود المألوفه ويصبح جرّاء هذا " التدليل المفرط " على حساب حاجات الطفل الفعليه او على حساب مستقبله او على حساب راحة الوالدين او على حساب بعض الاطفال الاخرين مثل الأشقّاء عندها ستتشكل نتائج عكسيه قد لا يُحمد عقباها قد يُدركون بعض الآباء لِما يعيشه في عمل طويل او كثرة السفر نظراً لإنشغاله وإنغماسه في تعدد مهام وأعمال الحياه فيبدأ بالاستعاضه عن هذا في كثرة التدليل اللامحدود وقد يصل بالأمر ان يكون خارج إرادته في الإنضباط بالعطاء أيها المربون : كيف ترجون من ذلك الطفل ان يكابد في مشقات الحياه ومرارتها وأن يسارع في مجرى تغيراتها ؟ ان يركض خلف طموحاته وآماله ؟ ان يكون ذلك الأب القائد الذي يمتثل بأمه وأبيه كقدوه حسنه في شؤون إدارة بيته وتربية اولاده ان يكون ذلك الرجل المنضبط في عمله وعلاقاته وهو قبل ان ينطق بسابق طلب اتاه! ليس من الضروري ان يكون كما تريدون ولكن في اقل الأمر ان يكون صلباً قوياً لا هشّاً يتجرّع عند ادنى سقطه او هفوه ورّثوا لهم جذور القيم والمبادئ الصحيحه القويمه فهم لن يتضرّعوا جوعاً في فقدان الاشياء الماديه الملموسه بقدر الاشياء المعنويه والمشاعريه التي تمتد معه بقيّة مراحل حياته وتتوالى في اجياله القادمه والتي بلا شك تعتبر عناصر مهمه في استجماع شخصيه سويه سليمه .

غدير العنزي
اخصائيه اجتماعيه