الإستشارة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
فضيلة الشيخ :أنا فتاة أبلغ من العمر الآن 20 سنة وقد زوجني أبي عندما كان عمري 16 سنة على رجل لا أريده زوجاً لي ولم أوافق عليه ولم أعلم أصلاً بموضوع الزواج إلا بعد مضي عدد من السنوات ، وقد وقع الأمر علي كالصاعقة..
وسبب تزويجي لهذا الرجل أنه كان يطلب أبي مبلغاً من المال ، فاتفق معه على أن يزوجني منه نظير المبلغ الذي في ذمته..طبعاً أنا رفضت هذا الزواج ورفضت الزوج خاصة و أنه رجل مطلاق ضراب للنساء و فاسد هذا معروف عنه لدى عائلته..لكن هذا الرجل رفع دعوى للمحكمة يطلبني فيها لبيت الزوجية ..
وقد ذهبت للمحكمة برفقة أحد المحارم وأخبرت القاضي بأني لم أوافق على الزواج ولم أعلم به ، وأني لا أريد هذا الزوج ولا أطيقه ، وإن الموت أهون علي من الزواج بمثله، وقلت لو أجبرتوني على الزواج منه فسأقتل نفسي!
فطلب القاضي أحضار أبي وقد جاء والدي للمحكمة وأكد أنه قد استشارني وأني وافقت على الزواج ــ وهو كاذب كاذب كاذب حسبي الله عليه ــ لكن القاضي صدقه واعتبر العقد صحيحاً ، برغم من أني قد طالبت بفسخ العقد على اعتبار أن العقد فاسد وغير صحيح بناءاً على فتوى الشيخ محمد العثيمين والشيخ محمد بن إبراهيم والكثير من العلماء في هذه البلاد والتي تقول إن موافقة البنت شرط لصحة العقد!
طبعاً أنا أشك أن والدي الظالم قد قام بتزوير توقيعي أمام (المأذون الشرعي) لأنه لم يسألني أحد عن موافقتي ، ولم يكن الزواج قد تم في بيتنا ، ولم يعلم بهذا الزواج حتى أمي و أخواني بل تم بغير علمنا ، وقد فوجئنا بعد ذلك بسنوات بأني قد زوجت لفلان ولكني لم أصدق حتى وصلت القضية للمحكمة! ..
فوالدي في الواقع متآمر مع الرجل على تزوجي دون علمي ، وأبي ــ حسبي الله عليه ــ لا يتورع عن الكذب والزور في سبيل تحقيق مصالحه!طبعاً أنا كنت لا أريد أن "أشتكي " أبي وأتهمه بالتزوير درءاً للمشاكل التي يمكن أن تتسبب فيها مثل هذه الشكوى ، خاصة وأنه قد وعد بإرجاع المال إلى الرجل وأخذ ورقة الطلاق منه لكنه نكث في وعده!
لقد كان أبي خلال سير الجلسة في المحكمة في صف الرجل وأكد كل ما جاء على لسان الرجل! ، وأدعى أبي أنه أخذ منه "خمسين ألف ريال" كمهر! ، وأنه قد استشارني فوافقت وهو بالطبع يكذب لكن القاضي صدقه ، وكذبني!!! حسبي الله عليه من قاضي!
وقد أقر القاضي هذا المبلغ بناءاً على كلام أبي وأنا لا أعلم عن المهر أي شيء ، ووالله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة إني لم آخذ منه ولا ريال واحد! ، حتى أبي لم يأخذ منه مالاً كمهر لي وإنما كنت "بدلاً" و"عوضاً" عن مال الرجل الذي في ذمتي أبي!
والخلاصة أن الرجل كان مصراً على أن أدفع المهر أو أذهب معه إلى بيته بناءاً على "عقد الزواج" وإضافته لي في دفتر العائلة لكني رفضت ذلك رفضاً تاماً ، ووالله لا أمكنه من نفسي إلا وأنا جثة هامدة!
فقرر الشيخ أن ندفع له "خمسين ألف ريال" ونحصل على الطلاق .. وأبي قال بإنه لا يملك هذا المبلغ ، وقال لي بيني وبينه وبوجود أحد أخوالي إذا أردتي الطلاق فدبري المبلغ من "خوالك" أو من أهل الخير!!!!
وقال للقاضي : سأحاول أن أدبر المبلغ ــ وهو كاذب
وبعد أشهر جاءناً طلب آخر من المحكمة للحضور لأن الرجل طالب بي مرة أخرى ، وأنا لا أزال عند كلامي بأني لا أريد أن أتزوجه ولو على موتي، وهو يطالبني بماله وأنا لم آخذ منه شيء!!فماذا أفعل لأتخلص من هذا الرجل ، خاصة وأن أبي متواطئ معه!
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند!
معلومة : الرجل لم يخلو بي ولم يدخل علي ولم أمكنه من نفسي ، رغم مرور كل هذه السنوات ، وقد اعترف بهذا أمام القاضي!وأنا لم أوافق عليه من الأصل ولا أعلم بموضوع الزواج فقد تم بتواطؤ من أبي ومن الرجل وقد يكون ــ عاقد الأنكحة ــ (حسبي الله عليه) متواطئ معهم ، وخائن للأمانة .. وإلا كيف يزوج دون أن يتأكد من المرأة!!
أرجو أن تفيدني أفادك الله ، وهل تنصحني بتوكيل محامي لأشكو أبي وأتهمه بالتزوير؟ أم هناك حل آخر؟
خاصة وأن أبي كما أخبرتك متواطئ مع الرجل السافل الذي عقد علي دون علمي ودون رضاي ، وأنا لا أثق في أبي خاصة وأنه رجل ظالم وأناني ولا تهمه إلا نفسه ، عامله الله بما هو أهله!..