الرد على الإستشارة:
بسم الله، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرا .
أما بعد : فيا أختنا الكريمة ( رشا ) أسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير ويسعدك بأحبابك جميعًا ، قرأت كلماتك ، وسأضع استشارتي لك على شكل نقاط ليسهل عليك تأملها :
ـ لقد كانت بدايتك مع هذا الزواج موفقة جدًا حيث اتبعت سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، وتضرعت بالدعاء لله تعالى أن يوفقك فيه ،وهذا أشعرني بالطمأنينة من زوجك هذا مع وقوعه في بعض الأخطاء ، فثقي في الله أولاً بأنه سيوفقك إلى السعادة التي تنشدينها بإذنه عز وجل ، فالثقة في الله تكسبك الهدوء النفسي والاستقرار والسكينة .
ـ ثم إن حملك هم الدعوة إلى الله تعالى بما تستطيعين شرف عظيم ووراءه بركة لك ولأهل بيتك حتى على زوجك ، ولكن لا تستعجلي النتائج ، فأنت قد بقيت أربع سنوات فقط .. !! والنبي صلى الله عليه وسلم بقي يدعو قومه ثلاثًا وعشرين سنة .. حتى أقر الله عينه بصلاحهم وهدايتهم .. فلا تقتلي دعوتك بالعجلة .
ـ واعلمي أن الدعوة والتفاعل مع وسائلها لا يعني أبدًا أن أجعل كل دقائق حياتي جد وعمل أو ربما عبوس وانطواء وتأفف من المقصرين أو تحسر عليهم ، فالله تعالى قال لعبده : ( فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ) .. وأنت تقولين (( لا أطيق )) وتقولين (( أكره نفسي )) وتقولين : (( روحي تصرخ .. تريد أن تتحرر .. )) هذه العبارات وغيرها تناقض ما ينبغي أن يكون عليه الداعية من الصبر والأمل في الله تعالى ، والله يقول : ( لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين ) .
ـ كوني حاملة للأمل ، وعودي نفسك على التفاؤل .. وخذي الأمور بالرفق وطول النفس ، واجعلي زوجك هذا مشروع دعوتك الأول وليس الأخير .. امنحيه الحب الصادق الممزوج بالكلمات العذبة ، والخدمة المصحوبة بالتودد وجميل التبعل ، وأخبريه بوسائل مختلفة بأنك تحبينه بصدق ، ولا تجعلي ثقافتك أو انتماءك للدعوة يحول دون خفض جناح الرحمة بينكما .. وقفي معه في همومه الدنيوية .. ليحب أن يسمع منك نصحك وتوجيهك الأخروي الذي ينبغي ألا يكون مباشرًا إليه ، فالرجل أحيانًا يستصعب النصيحة من زوجته .. بل اجعلي نصيحته مجمّلة بالابتسامة .
ـ أنت بحاجة إلى وقت أطول من الأنس والفرحة معه ولو على حساب الدعوة النفل .. لأن نجاحك مع زوجك يجب أن تتقدم على دعوة غيره .. كل الذي أخشاه أنك تأخذين حياتك مع هذا الزوج بالكثير من الجدية بحجة الدعوة حتى أصيب زوجك بالملل والسآمة فحاولي أن تنفكي عنها قليلاً ولكن بشرطين مهمين :
الأول : النية الخالصة لوجه الله في إصلاح الحال والأخذ بقلب زوجك نحو ما يحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .
الثاني : ألا تشاركيه معصية أو أن ترضي بمعصية بحجة دعوته ، ويمكن هذا بالرفق والحكمة والموعظة الحسنة .
وأخيرًا : ابحثي عن مفاتيح قلبه من التزين والتعطر وحسن الاستقبال والتوديع وعدم إشعاره بأنك أحسن منه في شيء .. وتفاءلي بالخير تجديه بإذن الله تعالى .
أعانك الله وسدد على الخير خطاك , وأسعدك بزوجك طيبًا وصالحًا . مع رجائي أن تفيديني ولو بعد حين عن حالك بعد الاستفادة من الاستشارة , والله يرعاك .