الرد على الإستشارة:
بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله، يجيب المضطر، ويكشف السوء ، فارج الهم ، كاشف الغم ، وهو على كل شيء قدير ، والصلاة والسلام على النبي الأمين ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :
جاء في شُعب الإيمان للإمام البيهقي ، أن شُريحاً قال : ( إني لأصاب بالمصيبة فأحمد الله عليها أربع مرات . أحمده إذ لم تكن أعظم مما هي ، وأحمده إذ رزقني الصبر عليها ، وأحمده إذ وفقني للاسترجاع لما أرجوا فيه من الثواب ، وأحمده إذ لم يجعلها في ديني ) .
أختي (أم حمـزة)الكل يعلم أن ما تمر به المرأة في بداية حملها يكون له آثار عليها وعلى المحيطين بها خاصة للمولود الأول لأنها في بداية حياتها وتجهل العديد من الأمور .
- (قام أخوه بالتبلي على أختي وقال إنه يقيم علاقة معها وكان زوجي يعلم أن هذا كذب مع هذا وقف في صف أهله وقال لي هذه أمي ولا أستطيع أن أغضبها علي حتى لو ظلمتك )هذه المشكلة يجب أن تأخذيها بعقلانية وأن تحاولي أن يتدخل من تثقين به لحل هذه المشكلة عند زوجك وأمه ولا تأخذي هذا بحساسية وتلوميه في موقفه من أمه ,كما أنه لا يخفى الدور الكبير الذي لامه من اختيارك له وكذلك إقناعه في عودتك بعد الوضع مما يبين الدور الكبير في التأثير عليه .
لذا أوصيك بأن تتقربي لها وأن تتصلي بها وتطلبي ممن تثقين به أن يتصل بها ويبين لها تداعيات المشكلة وأن ما تتهم به أختك إنما هو بهتان وكذب .
عليك أختي بالدعاء وخصوصاً في صلواتك وخلواتك وآخر الليل ، وليكن بقلب منكسر ، وتذلل وافتقار لما عند الله . ( فإن العبد لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله، فأرشده تعالى إلى أن يسأله في كل وقت أن يمده بالمعونة والثبات والتوفيق ، فالسعيد من وفقه الله تعالى لسؤاله ؛ فإنه تعالى قد تكفل بإجابة الداعي إذا دعاه، ولا سيما المضطر المحتاج المفتقر إليه آناء الليل وأطراف النهار ) ( تفسير ابن كثير ج 1 ص 139 ) .
وقال وهب بن منبه رحمه الله : قرأت في الكتاب الأول: إن الله يقول: بعزتي إنه من اعتصم بي فإن كادته السموات ومن فيهن ، والأرض بمن فيها، فإني أجعل له من بين ذلك مخرجًا ( تفسير ابن كثير ج 6 ص 204 ) .
إذا صَحَّ ما بينكِ وبين الله ، فما عدا ذلك هَيِّنٌ ، ازدادي تقرباً إلى الله تعالى ، اطلبي رضاه بالمحافظة على الصلاة في وقتها ، وعليكِ بِبِرِّ والديك ، وليكن لكِ وِصال مع الصدقة ، ولترطِّبي لسانك بأذكار الصباح والمساء ، والله الله بالاستغفار ، يقول هرم بن حيان كما جاء في الزهد الكبير للبيهقي : ( ما أقبل عبد بقلبه إلى الله ، إلا أقبل الله بقلوب المؤمنين إليه ، حتى يرزقه مودّتهم ورحمتهم ) .
أسعدك الله سعادة تامة في الدنيا والآخرة ، وكتب أجرك ، وحفظك بحفظه ، اللهم آمين ، وصلِّ اللهم وسلم على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين .