الرد على الإستشارة:
الأخ حميد عبد الله :
السلام عليك ورحمة الله .
تبعا لوصفك المفصل لحالتك النفسية، يبدو أنك بالفعل تعاني من رهاب حاد أو من فوبيا اجتماعية عميقة. فتفاديك للآخرين وللتحاور معهم وحكمك بالفشل وبالدونية على نفسك ثم انعزالك انطواؤك، كلها علامات ومؤشرات على هذه الفوبيا القوية التي تنتابك كلما واجهت موقفا أو أردت أن تعبر عن رأيك,,,,إلخ.
حالتك هاته يعاني منها كثير من الأشخاص في سنك أو قد يصغرونك ويكبرونك سنا. والمهم أن الخروج منها سالما معافى بإذن الله يستلزم العمل بالإرشادات التالية:
* عدم التهويل من حالتك أو النظر إليها بمنظار الإنسان المتشائم، الخائف، المستسلم للأوهام والوساوس والشياطين.فكل ما في الأمر أنك إنسان عادي تعاني من درجة تتجاوز عتبة ما هو طبيعي بالنسبة للخوف، بحيث غالبا ما تضخم من الأحداث والمواقف والمشاكل التي تواجهك رغم أنها قد يعاني منها أي إنسان مثلك. فقط الفرق بينك وبين هذا الإنسان هو تهويلك وتضخيمك لهذه الأشياء وبالتالي إحساسك بالضيق والغمة والتوتر والخوف والفشل....إلخ
* النزوع والاستعداد للتعامل مع طبيبك النفسي وذلك بهدف تقاسم أسرار حالتك مع إنسان يفهمها ويمكنه أن يوجهك ويرشدك ويحفزك على تجاوز مخاوفك بالتدريج.
* الاعتماد في قرارات نفسك على إرادتك الشخصية وعلى عزيمتك القوية لمواجهة مشكلتك النفسية البسيطة هاته والخروج من متاهاتها وضغوطاتها ووساوسها سالما ومعافى إن شاء الله.
فالأكيد أن تجاوز حالة الخوف الحاد هاته والعودة إلى حياتك الطبيعية، يتوقفان بالأساس على مدى قوة إرادتك وعزيمتك في مواجهة مشكلتك والاقتناع في قرارات نفسك بأن الأمر عبارة عن أوهام نفسية كاذبة يمكن تحاشيها بفضل الثقة بنفسك وبالتواصل مع الآخرين وبربط علاقات اجتماعية وإنسانية خصبة فضلا عن النظر إلى الحياة بنظرة الشاب الناضج العاقل الواعي المتفائل بالمستقبل وبكل ما يستوجبه هذا المستقبل من عمل ومثابرة ومن مبادرة وتنافس ومن مسؤولية ومواطنة...إلخ .