الرد على الإستشارة:
نهنئك على هذه البنت , ونسأل الله لها ولك الثبات ، خاصة ونحن نعيش في عصر الفتن .
ودعيني أبدأ من حيث انتهيت (قبل أن تخسري هذه الجوهرة) ولو دخلنا إلى السـوق لعلمنا أن لبائع الجواهر نظاما يختلف فيه عن كل الأنظمة ، وميزاناً يختلف عن كل الموازيين .. لماذا ؟ لأنه يبيع (الجواهـر) ولا يبيع البطاطس . هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى .. أغلقت من البداية باباً كنا جميعاً نراه أنه هو الحـل الأمثـل والمريح لجميع الأطـرف ، وهو إخراج ابنتك من المدرسة المختلطة ؛ لأنه في اعتقادي أن هذه المشكلة لن تكون هي المشكلة الوحيدة وربما تكون هناك مشاكل وتبعات وتستطيع البنت أن تتعايش معها ، ولعلمها بعدم رضاك قد لا تخبرك عنها .
وهذا الجيل بصراحة ذكي جداً ويستطيع أن يعيش بوجهين أو بأكثر من ذلك لفترة من الزمن ، وتذكري دائماً أننا نتحدث عن ابنتك ، تلك المراهقة في وسط لا أقول ذئاباً وإنما مراهقين ، الدوافع لارتكاب الخطأ ميسـرة .. على العموم هذا الأمر في النهاية راجع لكِ ودعينا ندخل في بعض الحلول :
أولاً : نبوغ البنت وذكائها واجتماع الصفات الطيبة فيها في وسط الاختلاط أمر لا يبشر بخير لأن جميع العيون تنظر إلى المتميز ، فهذه النقطة في غاية الخطورة .
ثانياً : الحياء الذي تتحلى به ابنتك فلا أدري ما هو مفهوم الحياء لديك حتى أستطيع من خلاله الحكم .
ثالثاً : تصرف ابنتك وإخبارها للأولاد بأن الكلام معها ممنوع وأنه يغضب الله عز وجل ، فهذا الإخبار لهؤلاء الشباب ليس هو الرادع ، وكما هو واضح أنهم تجرؤوا وبدؤوا الكلام معها والحركات إلى أن وقعت في الإعجاب ، وهى الخطوة الأولى للخطوات التي حرمها الله عز وجل وذكرها في كتابه (ولا تقربوا الزنـا) .
نصيحتي في النهاية أن تكوني قريبة منها وأن تكثري الزيارات للمدرسة وأن تواصلي النظر في وجهها خاصة عند عودتها من المدرسـة ، وأما اللين والهدوء في هذا المكان لا أراه حلاً بل يجب أن لا ترى منك الشدة المنفرة ولا الهدوء الذي يشير أن الأمر طبيعـي ، بل عليك أن توضحي لها أضرار وسلبيات مثل هذه العلاقات واذكري لها قصص اللواتي وقعن في فخ مثل هذه العلاقـات .
والله المستعان .