الرد على الإستشارة:
أخي ناصر :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أشكرك على ثقتك بالمستشار ورغبتك في التخلص من مشكلتك ولجوئك لطلب المساعدة فهذا يعكس قيمك العالية والحيّة.
بالنسبة لمشكلتك كما فهمتها من رسالتك أنك تعاني من مشكلة التردد وضعف الثقة بالنفس وبالآخرين، والانطواء، وأنك تنظر لنفسك نظرةً ليست إيجابية من وجهة نظرك، كما أنك تخشى التواصل مع الآخرين خوفاً من عدم تقبلهم لشخصيتك وشكلك، وأنك ترغب في التواصل مع الناس والتقرب منهم وخاصة الجنس اللطيف لكنك تجد صعوبة في ذلك بالرغم من أن البعض كما تقول يمتدحون شخصيتك ومعجبون ببنية جسمك، وأنك بحاجة للتخلص من كل هذه الهموم والضغوط وترغب في الارتباط والزواج والتكيف والعيش حياةً كريمة مثل الآخرين.
أولاً : أريد أن أشكرك على وعيك لذاتك وحرصك على العفة والحلول التي ترضي الله ورسوله.
أخي الحبيب :
أولاً أريد أن أذكرك بأن لديك الكثير من نقاط القوة والايجابية عليك الانتباه إليها ومن أبرزها انك متعلم وتدرس وهذه نقطة هامة، كما أنك ميسور الحال ووضعك المادي يبدو جيداً، كما أن لك بنية جسم جيدة، والبعض يمتدحونك وهذه نقاط إيجابية كثيرة أرجو منك التفكير بها واستثمارها.
بالنسبة لمشكلة الثقة وقولك إن تنظر لنفسك بطريقة سلبية وتبكي وتنزعج من نظرتك لنفسك في مقابل لأن البعض معجبون بطول قامتك وبنية جسمك، أنصحك أن تحاول بناء علاقة مع أحد الزملاء وتتخذه صديقا لك وتتعامل معه باستمرار وتثق به وتبوح له بأفكارك ومشاعرك ويكون أهلاً لذلك فهذا يخفف من مشاعرك ومن نظرتك لنفسك ويجعلك تخرج من هذه العزلة الكئيبة، وتخرج معه وتبدأ حياةً جديدة متفائلة ومريحة لك بإذن الله.
وبالنسبة لقضية الفتاة أريد أن أؤكد لك أن الغاية الشريفة تحتاج إلى وسيلة شريفة بمعنى أن الارتباط بفتاة مسلمة عفيفة يكون بطريقة مشروعة يقبلها الدين والعادات والتقاليد والعرف الذي أجمع عليه المجتمع وأقره، كما أريد أن تضع نفسك في موقف هل تقبل لأختك أن يرتبط بها شخص ما بطريقة غير مقبولة شرعا وعرفاً؟ وأعتقد جازماً أنك لن تقبل ذلك.
أتمنى أن تبدأ اليوم قبل الغد وتنظر لنفسك نظرةً إيجابية وترضى عما تنظر إليه واستحضر قول عليّ ابن أبي طالب عندما كان يقف أمام المرآة قائلاً: اللهم حسّن خلقي كما حسّنت خَلقي.
أتمنى لك التوفيق والنجاح وسدد الله خطاك وثبّتك على طريق الحق والصواب.
وبارك الله فيك , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .