الرد على الإستشارة:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته :
فالحمد لله يا أختي أن هداك الله لطريق الحق، وجعلك من عباده الصالحين، ومن تمام نعمة الله عليك أن بعث لك رجلا صالحا تكملين به مشوار حياتك، ويحصل بينكما مودة ورحمة, وتنشأ بينكما ذرية صالحة طيبة إن شاء الله.
إن الاستخارة هي أن يستشير العبد ربه في فعل من الأفعال التي يريد الإقدام عليها، وذلك بأن يصلي ركعتين، ثم يدعو فيقول :
اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك؛ فإنك تعلم ولا أعلم، وتقدر ولا اقدر، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كان في هذا الأمر -ويسمي حاجته- خير لي في ديني ودنياي وعاجل أمري وآجله فاقدره لي ويسره لي، وإن كان في هذا الأمر شر لي في ديني ودنياي وعاجل أمري وآجله فاصرفه واصرفني عنه ثم اقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به.
ثم يقدم بعد على الفعل الذي عزم عليه.
وليس من شرط الاستخارة أن يشعر بالراحة، ولا أن يرى شيئا في منامه.
ولكن ستكون النتيجة خيرا بإذن الله.
فإن علم الله في هذا الفعل خيرا فسييسره له، وإن علم أن في هذا الفعل شرا فسيصرفه عنه، وإن حرص عليه العبد قدر طاقته؛ فإن الله يصرفه عنه؛ لعلمه أنه لا خير له فيه.
وأما العد بالسبحة فليس من الاستخارة المشروعة، بل هو شبيه بأفعال الجاهلية، حيث كانوا يستقسمون بالأزلام، وقد قال الله تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون)) .
وليس في مخالفة ما خرج بالسبحة مخالفة لإرادة الله، فهي لا تدل على مراد الله، وإنما فعلها مما يسخط الله ويغضبه؛ فإن الله شرع لنا الاستخارة فقط، ولم يشرع لنا العد بالسبحة التي لا نفع فيها.
والسبحة يقصد بها عد التسبيح لله، وليس المقصود بها معرفة مقصود الله ومراده، بل استعمالها لهذا الغرض هو من الرجم بالغيب، والتعلق بالأوهام والظنون، واعتبار نتيجتها من عند الله هو من الكذب على الله، والقول عليه بغير علم.
وأقترح عليك أن تطلبي من هذا الشاب أن يتقدم لخطبتك، ثم إن الله سيختار لك ما فيه صلاح دينك ودنياك إن شاء الله .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .