الرد على الإستشارة:
بسم الله الرحمن الرحيم .
يبدو أن طول فترة جلوسك في البيت وعدم استثمار الوقت بشكل فاعل ومناسب، والاقتصار على انتظار الوظيفة قد ترك وشحن الجو العصبي في البيت نتيجة الطريقة التي تتعاملين بها مع أهلك، وربما طريقة تعاملهم معك بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
وربما تكون الوظيفة مهمة بالنسبة لأهلك وملاحظتك لا تسعين إليها جعلهم أحياناً يتهمونك بأنك لا تسعين للوظيفة. و ربما تكوني أنت نفسك أثناء الدراسة قد بالغت أمامهم بالمشاريع المنتظرة بعد التخرج، فوجدوك بعد التخرج لا تفعلين شيئاً مما وعدت به.
وبالطبع قد يكون لهذا كله أسبابه، إلا أن المهم أن النتيجة الآن هي توتر وعصبية في جو الأسرة، وتحميل نفسك الذنب نتيجة هذا الأمر. فإذا كنت تعرفين أن سلوكك يؤثر عليهم فلماذا لا تحاولين التأثير عليهم بشكل إيجابي. أنت تعيشين بينهم، وأنت جزء منهم، ولا يمكن أن تقولي أنك تريدين أن تتوتري وتوتري الجو شريطة ألا يتأثروا وينزعجوا هم. أنت جزء من الكل وما يؤثر عليك يؤثر عليهم.
والمسألة يمكن أن تنحل بتقنين النقاش في الأسرة، وتعلم التعبير عن الأفكار والمشاعر بطريقة هادئة من دون توتير الجو. من حقهم أن يعبروا عن أفكارهم ومشاعرهم (توقعاتهم، غضبهم، حزنهم، أملهم...الخ) ومن حقك أنت أن تعبري عن هذا أيضاً ولكن بطريقة لا تدفع للتوتر وتوزيع الاتهامات. وهذه مسألة ينبغي تعلمها في الأسرة ولا تأتي فجأة.
وطالما الوظيفة قد أصبحت على الأبواب فإن الأمور ستتغير بعد أن تلتحقي بالعمل ويأخذ منك جزءاً كبيراً من وقتك واهتماماتك، وستجدين أن هذه المرحلة العصيبة التي تمرين بها في علاقتك بنفسك وعلاقتك بأهلك قد انقلبت إلى الأفضل. وهذا لا يعني بالطبع أن تتركي كل شيء على حاله الآن لأن الوظيفة ستحل كل المشكلات، ,إنما عليك البدء منذ الآن بالعمل مع أسرتك من خلال تأثيرك عليهم بالتمرن على مزيد من الانفتاح والصراحة والتعبير المناسب عن المشاعر والأفكار ، ومن بين ذلك أيضاً الاعتراف بنقاط الضعف لديك ونقاط التقصير، وتقبلها، وكذلك لدى الآخرين.
مع أمنياتي .