الرد على الإستشارة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا وحبيبنا ونبينا محمد وعلى آله وأصحابه الطيبين أما بعد ..
بالبداية أتقدم إليك بالشكر الجزيل على ثقتك الكريمة بمستشاري موقع المستشار , وأسأل الله العلي القدير أن يجعلنا عند حسن هذا الظن وأن يوفقنا في القول والعمل .
أما بخصوص استشارتك أختي الفاضلة فأقول مستعينا بالله تعالى :
يجب أن تعلمي أن مكانة الأم عظيمة في الإسلام وقد أوصانا الله ببرها حتى وإن بدر منها معصية قال تعالى : ( ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا ) , ففي الآية أمر الله سبحانه بمصاحبتهما بالمعروف حتى وإن أشركا بالله , فالرفق بالأم واللين معها أمر مهم جدا .
ثم اعلمي أختي الكريمة أن لا أحد معصوم من الخطأ كما قال سيد البشر : ( كل ابن آدم خطاء ) فعليه يجب أن ترفقي بحالها وتعالجي الأمر بحكمة بالغة وصبر مع عدم التقصير في جانب البر وأيضا عدم قطع الحديث معها بل حادثيها وجالسيها تعبدا للخالق جل في علاه وكما ذكرت سابقا لا أحد معصوم من الخطأ كائنا من كان من بني البشر .
وإرشادي لك أختي الكريمة على شكل نقاط ليسهل استعيابه :
1. الحرص على التواصل مع الوالدة وعدم مقاطعتها .
2. يجب أن لا تخبري أحدا بما علمتيه بتاتاً البتة لأنه أحيانا ظهور الأمر للناس فيه إعانة للشيطان عليها فتبدأ بالاستمرار لإنكشاف الأمر .
3. الإلتجاء لله وحده بالدعاء لها بالهداية والصلاح وتحري مواطن الإستجابة كالسجود والثلث الأخير من الليل للدعاء لها وطلب العون من الخالق سبحانه .
4. ذكرتِ في ثنايا حديثك بأنك تحبين والدتك حبا جما ومن تحب حقا تقف بجانب الحبيب خاصة في المواطن التي يحاجة منه إلى وقفة صارمة كهذه فعليك أختي الكريمة إعانة والدتك على الخير بالتقرب منها والسماع لها أكثر دون أن تكشفِ لها معرفتك بالأمر ابتداء .
5. اكتشفِ سبب المشكلة الرئيسة من والدتك دون النظر في العلاقة قد تكون هنالك مشكلة بينها وبين زوجها لو تم حلها لانتهت العلاقة القائمة لأنه ربما لجأت لهذه العلاقة لسبب ما بينها وبين زوجها , وخاصة أنها بررت لك أكثر من مرة لا تستطيع الصبر فمهم جدا معرفة عدم الصبر على ماذا بالضبط ؟؟ ربما لو تم علاج هذه النقطة كان سببا في علاج المشكلة برمتها , وأيضا تواصل والدك مع الخطيبة السابقة لا يجوز شرعا فقد يكون هذا سببا رئيسا كنوع من الإنتقام أو غير ذلك فيجب التنبه لهذا الأمر عند اكتشاف المشكلة .
6. في حال عدم المقدرة على اكتشاف سبب الأشكال الرئيسي يتم الإنتقال لخطوة المصارحة معها بشكل خاص مع التأدب وأيضا الإنتهاء بالعظة والتذكير بالله سبحانة ونعمه عليها وعلى أسرتها وأيضا تذكيرها بعواقب هذه العلاقة عليها وعلى أسرتها .
7. احرصي على علاج المشكلة بكل هدوء بالإحتواء والسرية وإن لم تستطيعي ذلك حاولي بتخفيف الضرر بمحاولة منعها من المحادثة أو قطع الإنترنت منها وغير ذلك من الوسائل التي تعينك على تخفيف الضرر دون صدام معها .
8. فإن لم يتيسر لك ما سبق وهنالك ضرر يقع أو تطور في العلاقة فمهم جدا الاستعانة بأحد إخوتها ( خالك ) شريطة أن يكون ثقة في كتم أمرها حتى لا يتفشى الأمر داخل العائلة وأيضا عاقل يتفهم للمشكلة ويساهم في العلاج فإن لم يكن لك خال فواحد من إخوانك شريطة أن يكون عاقلاً ومتفهما وكاتما للأمر .
9. يجب البر بها كما يجب أيضا منعها في الوقوع بالمحرمات بكل الوسائل المتاحة والمتيسرة .
10. ذكرتِ في ثنايا كلامك أنها تعاني من آلام وتتألم كثيرا فالأصل تصديقها مالم يثبت خلاف ذلك من مختص كطبيب مثلا وإن ثبت عدم صحة ذلك لا يعني عدم الاهتمام بها أو تكذيبها بل الرحمة بها واحتوائها والقيام على أمورها وتلبية حاجتها أمر مهم جدا قد تكون باحثة عن الاهتمام من أهل بيتها .
أرجوا أن أكون قد وفقت بالرد على استشارتك , وإني أدعوا الله لي ولك بالتوفيق والصلاح , ويطيب لي في الختام أن أشكرك مرة أخرى على ثقتك بموقع المستشار ونسعد كثيراً بأي استشارة منك .
وتقبلي مني وافر التحية والتقدير , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .