الرد على الإستشارة:
ابنتي الكريمة :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكر لك تواصلك معنا وطلب الاستشارة من موقعنا وبعد .
أجد أن ما ذكر في الرسالة يعبر عن شعور عميق بصعوبة الوضع الذي تعيشينه , والسبب :
1- تعلقك الشديد به (وأحببته بجنون وهو كذلك) .
2- عدم التمكن من الزواج منه .
3- موقف والدته وتشددها في الرفض.
4- موقف والدك وعدم موافقته على الزواج دون رضا والدة الرجل .
5- مضي السنوات دون تغير في الموقف.
وأرى أن موقف والدته تشدد في غير محله طالما أنه لا يوجد سبب للرفض سوى عدم إخبارها برغبته فيك وأنه حادث والدك لمعرفة الموقف قبل التقدم الرسمي .
ولكن عدم موافقتي لوالدته على موقفها لا يعني الموافقة على ما حدثت به نفسك من وضعهم أمام أمر لا مهرب منه ( ربما لو ذهبنا في طريق السوء لوافقوا على زواجنا) وأظنك تقصدين الوقوع في الحرام ليسلموا ويسعوا للستر , ولاشك أن مثل هذا الهاجس ينبغي أن يبعد كلية فطلب الحلال لا يوصل له عن طريق الحرام.
وموقف الوالد في محله وهو عين الصواب الذي يتصرف فيه والد يحب ابنته ويرجو لها السعادة في الحياة الزوجية, تصوري لو قبل وزوجك منه دون رضا والدته كيف تكون الحياة الزوجية مستقرة إذا كانت مبنية على عصيان وعقوق من بداية الزواج.
ابنتي الفاضلة :
ربما يكون في هذا الرجل من الصفات الطيبة الشيء الكثير لكنه ليس الوحيد في الدنيا الذي يصلح أن يكون زوجا لك, وكذلك أنت فيك الكثير من الصفات الطيبة التي جعلت هذا الرجل يرغب فيك ولكنك لست الوحيدة في الدنيا التي تصلح أن تكون زوجة لمثله.
وعلى هذا أقول بنيتي ما فاله النبي صلى الله عليه وسلم(( رضا الله في رضا الوالد ، وسخط الله في سخط الوالد )) (الترمذي ) فاحذرا إغضاب والديكما واسعوا في طلب رضاهما بكل وسيلة ممكنة لتنالوا ما تريدون, فإن حصل لكما ما أردتما فالحمد لله الذي وفق .
أما في حال عدم التمكن فأرى عدم إطالة الانتظار والعمر يمضي وانتم اليوم شباب مرغوب فيكما وغدا كهول لا يقبل بكما إلا من هو أقل مما تتمنون وسوف يغني الله كل واحد منكما من فضله ولن يكون هذا الرفض نهاية الدنيا , علما بأن أمثالكم كثير لكنهم فكروا بعقل في حالهم ففهموا أن الانتظار الطويل دون تجاوب لا فائدة منه وأن تغليب العاطفة على العقل ليس بصحيح , كما أن الاعتدال الصحيح في السلوك في مثل حالتكما يعني أن يعذر كل واحد منكما الآخر ويبتعد عنه ويفكر في نفسه ومستقبله.
وفقك الله وسدد خطاك وحفظك من شر الشيطان وشركه وأنزل على قلبك السكينة والرضا وعصمك من الشر ورزقك بر والديك زوجا صالحا يملئ عليك حياتك وذرية صالحة تخلد ذكراك.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .