الرد على الإستشارة:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
أولا : أختي الكريمة : أشكرك على طرح مشكلتك وإبداء رغبتك . والتي طالما الكثير من أخواتنا تكتم ما في نفسها خوفا من اتهام الناس وخاصة أهلها لها . ولا شك أن موضوعا مهما جدا وهو طلب الحاجة الأساسية للإنسان بعد الدين فلابد من الاستقرار والزواج .
كما أشكرك أيضا لحسن تربيتك لأبنائك وعلاقتك معهم , وأزيدك شكرا لاهتمامك بوالديك وبرهم .
كما أن موضوعك سهل ويسير بإذن الله . وما زلت أنت شابة فقد تزوجت أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها وأرضاها وهي بعمر 40 عاما .
إني من هذا المنطلق ومن قوله تعالى (( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة )) .
فإني أؤيدك وأنصحك بالموافقة على الزواج بغض النظر عن خطيبك الحالي (( والذي من مميزاته أنه في الستين من عمره فلعل أبناءه أيا قاموا بأنفسهم أو على الأقل متزوجين المهم أنهم كبروا يعلمون حاجة والدهم للزوجة مما يجعلهم غير معترضين عليك مما يسبب العلاقة السيئة ))
وأما اعتراض أبنائك : فأنا أنصحك بأن تحاولي التعرف على أسبابا رفضهم واعتراضهم والذي في العادة يكون خوفا من إحساسهم بفقدانك والأمان الذي سيحرمون منه . وكذلك خوفا من هابهم لوالدهم .
المهم أرجو أن لا تجعلي ذلك يؤثر عليك وعلى قرارك لأنهم كبار أو على الأقل قريبا سينتقلون لمرحلة جديدة وخاصة البنات منهن فقد تتزوج قريبا . والابن سيكون رجل الغد فلا داعي للقلق عليه .
إن استطعت التوفيق بين خطيبك وحياتك الجديدة وبين أبنائك فهو المطلوب ونور على نور .
وإلا فاعلمي أن أبناءك عما قريب سيتركونك و ينتقلون إلى حياة جديدة بعد سنوات قريبه بعدها أنت ستكونين لوحدك وستشعرين بالفراغ وقتها ستندمين على تفويت الفرصة أو الفرص السابقة .
وأفضل طريقة لإقناع أبنائك هو أن تحاوريهم بواسطة من لهم علاقة صراحة وحوار أو في عادتهم يكشفون عما في نفوسهم كخالاتهم مثلا . المهم لا تحاوريهم أنت بل استخدمي إحدى أخواتك أو إخوانك . فلقد يفهمون حاجتك للزوج ولو بالتصريح . ومع ذلك لابد من إفهامهم أنهم في قلبك ولن تنسيهم في حياتك الجديدة ومن هذا القبيل .
وفقك الله لما يحبه ويرضاه .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .