الرد على الإستشارة:
ابنتي الكريمة من المغرب : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد :
أشكر لك ثقتك في موقعنا وطلب المشورة منا .
ابنتي : الزواج قسمة من الله والله هو الميسّر له ، وقد يلح العبد على طلب ما والله أعلم بما في صالحه في دنياه وأخرته ولعل العبد يصرف إلى غير ما رغب ويكون الخير فيما صرف إليه لا فيما رغب هو فيه .
لذا ابنتي وفقك الله فإن نبينا صلى الله عليه وسلم علمنا إذا كنا في مثل موقفك هذا أن نلجأ إلى الله بالاستخارة ، وما خاب من استخار . يقول عليه الصلاة والسلام : ( إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل ( اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب اللهم إن كان هذا الأمر(----) خيراً لي في ديني دنياي وعاقبة أمري فيسره لي ثم بارك لي فيه, ,وإن كان هذا الأمر (----) شرا لي في ديني ودنياي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ) . وسوف تشعرين بعد الصلاة والدعاء إما راحة في البال ورغبة قي الإقدام على الأمر المسمى أو ضيقاً وعدم رغبة على التمام .
ثم إني أرى أن مشكلتك تتلخص في وقوعك في الحيرة بين ابن عمتك الملح الذي يصر على تكرار الطلب بناءً على ظنه أنك أنت التي عرضت عليه الزواج علماً بأنك لم توضحي شيئاً عن خلقه ودينه , وبين هذا الشاب الذي تعرفت عليه حديثاً وتجدين في نفسك الميل له ، والذي ذكرت بأنه حسن الخلق بشهادة زوج أختك . ففي حال تماثل الاثنين في الدين والخلق فالواجب عليك بعد استخارة الله واطمئنان قلبك التصرف بحكمة . فإن كان من رغبت فيه ابن عمتك فالحمد لله ودعك من عدم تخيلك بأن تكوني زوجة له ، وما على والديك إلا الاعتذار من الآخر وتوضيح الأمر بأن الله لم يخيرك فيه ، وهو سيتفهم الأمر إن كان كما ذكرت على خلق ودين .
أما إن كانت نفسك اطمأنت إلى غير ابن عمتك فلا تنزعجي من كلام عمتك بأنك لن تسعدي لأنك بنيتي سعادتك على تعاسة ابنها وتوكلي على الله .
وحرصا على صلة الرحم والقرابة لا ترفعي يدك من والديك واجعليهما يوضحان الفكرة لعمتك وتدخل الوالدين للإيضاح سيحل الإشكال بإذن الله .
وفقك الله لما فيه الخير والسعادة في الدنيا والآخرة , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .